Wednesday, August 1, 2007

خروج عن النص _ شرف الحروف




يتبادر لذهني بأن انهي ما أنا عليه لا بالانتحار وانما بالأستقرار , لا أريد قتل النفس فهو حرام , أُريد إراحة هذه النفْس , فهو قطعاً حلال ولا مُعارضة من أي جهة كانت , تتسائل نفسي عن السبب الكامن خلف إراحتها وراحتها , انا نفسي أجهل السبب فأنا شيئ ونفسي شيئ أخر وما نعاني منه أنا ونفسي هو شيئ أشبه بالشيئ النفسي , فلا أريد أن أظلُم نفسي لأشياء خارجة عن المنطق والمحدود و اللامحدود , فأنا مازلت هاهنا وهي كانت قد عبرت تلك الحدود , حدود العقل والعقلاء ولا سيطرة عليه لا من الاقوياء ولا الضُعفاء

تلازمني متلازمات كثيرة صغيرة وكبيرة , لا اعلم عددها لكنها حسب مدارك عقلي لا أستطيع أن اُحصيها , سأتخطى ما أستطيع أن أعُدهُ حتى لا أُكلف نفسي مسئوليات جديدة , مهو اللي فيها مكفيها والاشي إن زاد عن حده بقلب ضده , والشهر اللي ما إلك فيه لا تعد أيامه , ويقولو جبان ولا ألله يرحمه , لأ يا سيدي كل اللي بتقولوه غلط وانا مش مجبور اعيش تحت سوالف الختيارية ورعاة الأمثال – مع الاحترام الشديد - فأن تعد ايام الشهر خير من أن يمضي ومافي إشي بقلب ضد الأشي بعدين مهو إشي وأي إشي بما انه إشي حتى لو تغير بدو يضل إشي تماما كالمادة لا تفنى ولكن تتحول من شكل لأخر على ما اذكر من ذاكرتي التي اتعبتها السنون , ويا سيد يا مُحترم مين قلك الجبان روعة ؟ رحمة الله لا تُقارن بأي شيئ , إذن قل لأنفس الناس وألسنتهم بأن تصمت ولو قليلاً كي أستطيع أن ألقط أنفاسي وكي ترتاح نفسي ولو قليلاً

قالت لي إنسى وحسبي أني سأنسى لكن سأتذكر هذه الكلمات تماماً , فأروع مافي الحياة بأن تنسى ولكن من كثرة الأشياء التي بتنا ننساها , نتذكر الاشياء جميعاً , فالحياة والموت والحب والبغضاء متلازمات في هذه الحياة

تضحك وأضحك ولكن ليس من يضحك أخيراً دائماً هو المُنتصر , لأني سمعت يوماً بأنه إذا ابتسم المُنهزم فقد المُنتصر لذة الانتصار , فما هم الناس التي قضت اعمارها وأيامها لبت الأمثال والاقوال المأثورة لنحتذي ونقتدي بها , التصريحات الأخيرة لأحدهم تُثبت ما قاله احد الاجيال السابقة وعندما اتذكر ما قال اُحس بأنه كان يعيش الأن وانتقل بالزمان وكتب ما رأى

اعتقدت فقط بأن لدي عمى بالألوان , لكن بعد التدقيق والفحص النفسي ثبت بأني مُصاب بالعمى , وأن ما أكتبه على هذه السطور هو احرف تتناغم وتتناسق مع بعضها وكل حرف يحب أن يلتصق بالحرف الذي يليه إلا الواو أبت ان تكون في بداية الكلام ملتصقة بهذه الحروف , لظروفها الخاصة فهي إما أن تكون خاتمة الكلام أو أن تكون حرة لا يُلزمها أي التزام , لم أرى هذه الواو قط محشورة بين حرفين لها رأيها واحترمه كما احترم الانام , سألت الطبيب قال لي ستطيب وستطيب حروفك كما ستبرأ جروح الالم قريبا ربما , ربما بعد حين وأعطاني بعض المُسكنات التي تحتاج لأمد طويل كي أفهم كيفية استخدامها , سألته متى وأين وكيف أستعملها , قال عند اللزوم , وأبعدها عن متناول الاطفال , صمت وشردت كثيراً في ما قال لا أعرف متى هذا اللزوم , وضعت الدواء بين الاقلام والورق وقلت لا بُد أنه هنا لا يأتي الاطفال لأنهم يكرهون هذه الاشياء فلا الاقلام تهواهم ولا هُم يهون الدراسة , وأنا اسكن لوحدي ولست متزوجاً , إذن انه طبيب احمق بالفعل فكيف يصف لي دواء لست بحاجته , فلا اطفال لدي ولا يحزنون واعيش بيت الكتب والكنب , بين الحبر والحجر , بين الحاء والباء , بين الموت والحياة , وبين أشياء كثيرة وحاولت أن أُلصق الواو بين حرفين رفضت وقالت لي شرفُ الحروف شيئ أخر يا سيدي ليس مرهونٌ بالظروف

No comments: