Wednesday, February 27, 2008

أبو سامي 2


ما أروع هذا الصباح
وما أجمل الشمس حين تبزغ من خلف الغيوم .. منظرها يمسح كل الهموم

أقف خارجاً انتظره -أصبحتم تعرفونه جيداً- هاهو بعيدٌ عني بضعة أمتار لا أكثر .. يمر كعادته بلباسه المعتاد والكوفية حتى أنه في هذا الجو الحار لا يستغني عن الكوفية .. ولا حتى الملابس الثقيلة الشبه صوفيه

هاهو أصبح قريباً ويرفع يده يرمي السلام ... وأرد السلام بكل الأحترام أمشي خطوتين للأمام كي أرى معالم وجهه جيداً .. أرى ما يدهش !!! وجه بشوش يخلو من الكدر .. مع أنه يعاني من أشد أنواع الطفر .. لكنه مبسوط بعيشته -الله يهنيه - بعض من التجاعيد العمرية .. ويعتز بها لأنها تشهد على عطائه
أاخبركم شيئاً .. وجه أبا سامي تماماً مثل شجرة الزيتون .. كلما زادت في العمر .. تكثر التجاعيد في عودها

نشيط أبا سامي يصحو باكراً مع صياح الديك .. لا يعلم ما الوقت .. لايهمه إذا تقدمت ساعتنا ساعة .. أو صدر قرار وزاري بتأخيرها ساعة .. فالأرض ليست مربوطة بقرار وزاري .. ولا حتى الديك -ولا الحمار- مربوط بتقديم الساعة .. أنا شخصياً احيي الديك والحمار لأنهم لا يخضعون للقرارات .. فقط الحمار يمشي تحت رأي أبا سامي- وليس دائما- فأن حَرِنَ الحمار لا أبا سامي ولا غيره يحركة من مكانه
تحية لحمار أبو سامي الذي يفعل مايريد متى يريد .. فهو يعي مايريد

يمضي أبا سامي في طريقه المعتاد .. ألمح شيئاً اثار عجبي فظهر أبا سامي مازال مشدوداً .. ليس كما أرى من ظهور مكسورة .. وأنحناءات كثيرة لأناس مازالوا فتيان .. إذا أنحنى ظهر أبا سامي فأنه من العمل والزمن .. لكن الفتيان الذين لم يتجاوز احدهم الثلاثين .. لماذا أنحنى .. مع العلم أنهم مرتاحين لا حراثه ولا مايحزنون .. أم انه من شرب المليك شيك وأكل البيتزا والهمبرغر أو الهم الأليم.. والروست بيف واللحم المحروق على أساس أنه مُدخن .. والتنغم والتمايل على أنغام عمرو كلاب

أضحى بعيداً الأن أبو سامي .. عدت لطاولتي أتذكر أشياء وأشياء عن هذه الأسطورة .. الرجل المناسب في الزمن غير المناسب .. في داخلي أقول أنه أنسان شقي .. لكني أعود وأتذكر منزله وعيشته الهانئة .. حسبي أنه لا يعي النفاق .. ولا يوجد على لسانه إلا قول الحق .. إذا أنه عادلٌ مع حماره .. فكيف له أن لا يعدل مع الأنام .. هو ينام مرتاح البال ونحن ننام وبرأسنا ألف فكرة وموال .. هو يصلي وينام .. ونحن ياحسرة علينا .. نسهر على جار القمر .. ومن سيربح المليون .. وانتخاب ملكات الجمال .. ولا مانع من مشاهدة المحطات الفاضحة .. فهي تريح النفس بتصورنا .. ونسهر حتى الصباح
نصحو في الظهيرة متعبين .. ونسب على الحياة كم أنه مملة .. لو عشنا عيشة أبو سامي لما أحسينا بالملل .. فهو عنده روتين لكنه روتين سليم .. أما نحن فروتيننا وعاداتنا أصبحت سقيمة .. عقيمة .. وكم هي أليمة

Wednesday, February 20, 2008

أبو سامي 1

صباح جميل .. لشروق من الشمس ولا أجمل تبعث الدفئ والحنان على كل الأرض ماجدة تغني كل يغني على ليلاه وأنا على ليلي أغني بغنيلك اه يابلدنا أه علي سرقوا قمرك مني

أرى القمر يتهادى إلى مسكنه ليسمح لمحبوبته كي تدفئ الكون طلاب يتثأبون ويذهبون إلى مدارسهم عجبت لحراثٍ مر من أمامي .. يقولون له أبو سامي لم أعرف إسمه قبلاً لكن أسمه كان أبو سامي طرح علي السلام ومضى في طريقه .. يعطيك العافيه يا أبو سامي مسكين أبا سامي العلم في صعود للقمر وهو لا يزال على المنكوش وسن الحجر .. وتلقيط الشوك والزوان من بين الزهور .. تعقد من تكنولوجيا - التركتور- فهو يملك حماراً ولا أروع ... لا يريد بنزين ولا قشاط للمروحة ولا زيت ولا حتى ترخيص فالحمار يأكل من خشاش الأرض فلا يكلفه شيئ ولا أن أتى على طريق عام يخاف من الشرطة حتى لا يحررون له مخالفة مرور الحمار بحرن أحياناً لكنه كالحمار -أبو سامي- يحرن معه فهو يعي حاااا باحماري وهيششششششش لا يعلم هذا الدرويش ما فنون القيادة فلم يتعود على لبس الحذاء فقدمه تشققت ويريد أن يركب الدابة فاتح القدمين - للتهوية - فهل سيجلس على التكنولوجيا مضمر القدمين

لا زلت أراقبه عن كثب بجواري مدرسة للبنات كل يوم أرى وجوههم ينظرون إلي لا أعلم مايريدون لكنهم على هذا الحال منذ سنين لا اعيرهم أي اهتمام لما لا ينظرون إلى أبو سامي .. رأيتهم الأن ينظرون ويضحكون على تكنولوجيا أبو سامي فهو يرتدي شروال فضفاض -للتهويه كما اسلفت- وهم يعرفون الجينز والبدي وبعض من منفخات للثدي مسكين أبا سامي مضى الدهر عليه ومازال على حماره المسكين .... اهو المسكين أم نحن المساكين ..!؟
..يملك أبا سامي جوزاً من البقر وديكً وبعض من دجاجات ... فهو يأكل من خير الأرض ومن المنتجات الأروع ونحن نضع على وجوهنا المساحيق التي تستخرج من روث البقر ونشرب حليب مبستر ونأكل لحم دجاج محمر على الطريقة الأجنبية ولا نعلم هل هذه الدجاجات ماتت مسمومه أو مخنوقه أم انها ماتت أم انها ذبحت بطريقة رسمية ياحسرة علينا يأكل هو - خبز الشراك- ونحن نأكل من مخبز -أبو جاك- حتى أن أسمه معاق

حمار أبو سامي لا يأكل إلا النباتات ويعطيه ناتجاً في العمل ولا يدفع له قرشاً يأمن له فقط المبات كي يقوم نشيطاً وأبا سامي نشيط يصحو على صوت الديك ونقنقة الدجاجات ونحن نصحو على -ريكي مارتن- وأشباه لمخنثات يشرب كأساً من الحليب ونحن نشرب النسكافيه يفطر على بعض من الزيت وخبزة مدهونه بالسمن والسكر ونحن لا نفطر
تنام قبل المغيب وتصحو قبل الشروق ويحلو لنا -نحن - السهر من بعد أن ينصف الليل ولا ننام إلا مع نوم القمر أحيك أبو سامي ولتفنى من بعدك كل التكنولوجيا فهي من قتلنا وهي من أصابنا بالعجز الكلي