Tuesday, August 28, 2007

خروج عن النص _جريدة الصباح

منذ زمن لم أطالع الجريدة , من قرن لم اكتب أية قصيدة , منذ بدأت عملي نسيت أشكال البشر
هذا الصباح كان عندي وقت متاح لقرأتها .. لم أعد كيف تقرأ هل من أول صفحة أم من أخر صفحة .. ليس بشيى كثير كيف تقرأ فسوف أقرأها لتعطشي لها
تعودت أن أقرأ للرزاز وغيشان وبعض من أحلى الكلام ولا أنسى رسم الحجاج نسيت أني ما عدت أعلم أين يكتبون ... بحثت كثيرا بين ثنايا الجريدة ... كلها أخبار عن حروب وهموم ونعي وأشباه من كلمات قصيدة أناس ثائرون على الحرية وشعوب بربرية همها الكاز والغاز وأي سفرة لوزير إلى بلاد الحجاز
أصابني مرض يشبه الكزاز من كثرة ما قرأت من ألغاز وأشياء فهمتها وأشياء كانت لي كلوح من الزجاج أقرأ وأقرا ولا أعلم ما سأستفيد من سفر فلان وأقامة دعوى على فلان أو أن نزل الين وأن سفر فلان إلى اليابان
أقلب صفحاتها علّي أجد ضالتي ... لا أجد ما أبحث عنه فقد تبعثرت الروايات وأصبحت الصحيفة مكان للدعايات
وذاك يكتب تأسفاً للولد الذي ذهب ضحية قيادة سيارة طائشة وفنجان قهوة وسلامة راسكم والأم الثكلى لموت ولدها هل ستفرح بخبر الجريدة .... وتأسف واستنكارأبو سطعان عن حالة الوفاة سيعيد لولدهاالروح والحياة ؟
أقفلت الجريدة على مضض وأنا استشيط من الغضب فاين ذهبت الروايات وأين الكلام الذي يدعو القلب للفرح كلها أخبار أتراح وأشياء تدعو للنفور
كأننا بعثنا لنعيش فقط بين القبور
يمر بائع القهوة أسمع رنين الفناجين احن إلى رشفة لست أحن إلى القهوة أنما أحن إلى الزمن الذي كنت أحتسي قهوتي الصباحية مع صحيفتي وسيجارة الموت وبعض من طيور الحب تزقزق فوق رأسي وأنا مستمتع بكتابات الكتاب
برائحة أمي وعبث أبي الشديد بأشتال الورود حول منزلنا وصيحات جدي الذي كان ينام عند الصباح خوفا من الموت ليلا ... وأمضي
أشكر عطفكم الكريم وأنا شاكر لجريدة الصباح الذي أعادتني لحلم فقدته منذ عصور أبحث عن الشعر ولست بقاصد أن
أجرح أي شعور
8-1-2003

Thursday, August 9, 2007

خروج عن النص _الجريدة اليومية

صباحاً ارى الكثير من الأناس يتراكضون كل إلى عمله ومصدر رزقه اراقب على الاشارات الضوئية فتية يبيعون جريدة الصباح اليوميه اتذكر اني لم اقرأها منذ أمد .. لا لم يصب عيناي قط الرمد ولم اعد اقرأها لأني اعاني من ضعف بالبصر وليس لظروف ماديه صعبة وليس حتماً أني لم اعد على قرأة النصوص العربية التي باتت شبه معلومة للجميع فهي اغلبها معلوم من شجب واستنكار وتحضير للقمم العربية وتصفير للجيوب وتصفيق حار واعدام للأخلاق أمضي لعملي اتذكر اخر جريدة قرأتها .. لا اتذكر ما كان في طياتها .. في القديم كان هناك نوع من التغير في حياتنا .. لم يكن يكلل حياتنا ابداً الملل ترى الناس يبتسمون وبالهم مرتاح اعود لأتذكر الصحيفة وما تحوي ومالاتحوي من اخبار وكأني اقرأ شريطا من الاخبار موضوع على شريط كاسيت أسمعه كل صباح ومساء هكذا اضحت جريدة الصباح .. كلام كله مُعاد دون زيادة ولا نقصان كي اكون صادقاً به زيادة بعدد الاموات وزيادة بالمصائب وزيادات كثيرة في الضرائب ويزيدون الموظف الغلبان شيئاً من الشوائب .. لا يكفي لشراء زجاجة من الزرنيخ
ما يؤرق في جريدة الصباح بأن المواضيع باتت كما اعي خارطة الطريق لا بديل عنها وخارطة الطريق ولن نرضى ولن نقبل ولا نريد وينتهي الخبر بكلمة سنهزمهم - اتخيل نفسي كأني الطريق التي يريدون أن يسيروا عليها ونحن نسير في نفق مُظلم والامة العربية تسير في نفق مُظلم وما إلى هذا الكلام - اشتروا لكم لمبه ببطل النفق مظلم - يذكرني النفق المظلم بقصص الحيتان الذين يسرقون في وضح النهار وليس في الظلمة والامة العربية تدخل في منعطف خطير - ول الامة العربية كلها حوالي 200 مليون مافيها شوفير بقدر يسوق لو حتى معه رخصة قيادة فئة زراعي ونحن الان نحاول الخروج من عنق الزجاجة - كثيراً ما تُثير شجوني هذا الزجاجة - وكأننا نعيش داخل مصنع للزجاج منذ اكثر من عشرين عاما نفس الأخبار لا زيادة أنما كلها تكرار في تكرار والتكرار كما يقولون يُعلم الشُطار هذا بالنسبة للأخبار على الصعيد العالمي وما تتناقله جريدتنا اليومية واغلب الجرائد العربية إرحموا عقولنا يا كاتبي الأخبار وحافظي الاسرار
وعلى الصعيد الداخلي ترى الاخبار كما يلي وصرح مصدر مسئول .. هل عيب ذكر أسمه .. وهل هو من الابطال الذي لا يجب ان يظهروا للعيان ؟
وبمناسبة الحديث عن العيان ترى خبر دائما يُثار وقال شاهد عيان .. دائماً شاهد العيان موجود في اي مكان وفي كل زمان ترى شاهد العيان متواجد .. هل هو من الذين يطيرون في الفضاء وفي معرض رده قال السيد فلان الفلاني بأننا سنقضي على البطالة دائما يتبادر لذهني حين اسمع هذا الخبر الذي اسمعه منذ سنين بأنهم سيقتلون كل العاطلين عن العمل او سيصرفون لهم أبر بها سم قاتل فما هو الحد من البطالة وانتم تجتذبون المستثمرين بأغراضهم وحماليهم وكل امورهم إرحموا من في الارض يا صحفيين يا محسنين ويا ناقلين الخبر للناس المساكين
لكم تحية يا مستمعين

Wednesday, August 1, 2007

خروج عن النص _ شرف الحروف




يتبادر لذهني بأن انهي ما أنا عليه لا بالانتحار وانما بالأستقرار , لا أريد قتل النفس فهو حرام , أُريد إراحة هذه النفْس , فهو قطعاً حلال ولا مُعارضة من أي جهة كانت , تتسائل نفسي عن السبب الكامن خلف إراحتها وراحتها , انا نفسي أجهل السبب فأنا شيئ ونفسي شيئ أخر وما نعاني منه أنا ونفسي هو شيئ أشبه بالشيئ النفسي , فلا أريد أن أظلُم نفسي لأشياء خارجة عن المنطق والمحدود و اللامحدود , فأنا مازلت هاهنا وهي كانت قد عبرت تلك الحدود , حدود العقل والعقلاء ولا سيطرة عليه لا من الاقوياء ولا الضُعفاء

تلازمني متلازمات كثيرة صغيرة وكبيرة , لا اعلم عددها لكنها حسب مدارك عقلي لا أستطيع أن اُحصيها , سأتخطى ما أستطيع أن أعُدهُ حتى لا أُكلف نفسي مسئوليات جديدة , مهو اللي فيها مكفيها والاشي إن زاد عن حده بقلب ضده , والشهر اللي ما إلك فيه لا تعد أيامه , ويقولو جبان ولا ألله يرحمه , لأ يا سيدي كل اللي بتقولوه غلط وانا مش مجبور اعيش تحت سوالف الختيارية ورعاة الأمثال – مع الاحترام الشديد - فأن تعد ايام الشهر خير من أن يمضي ومافي إشي بقلب ضد الأشي بعدين مهو إشي وأي إشي بما انه إشي حتى لو تغير بدو يضل إشي تماما كالمادة لا تفنى ولكن تتحول من شكل لأخر على ما اذكر من ذاكرتي التي اتعبتها السنون , ويا سيد يا مُحترم مين قلك الجبان روعة ؟ رحمة الله لا تُقارن بأي شيئ , إذن قل لأنفس الناس وألسنتهم بأن تصمت ولو قليلاً كي أستطيع أن ألقط أنفاسي وكي ترتاح نفسي ولو قليلاً

قالت لي إنسى وحسبي أني سأنسى لكن سأتذكر هذه الكلمات تماماً , فأروع مافي الحياة بأن تنسى ولكن من كثرة الأشياء التي بتنا ننساها , نتذكر الاشياء جميعاً , فالحياة والموت والحب والبغضاء متلازمات في هذه الحياة

تضحك وأضحك ولكن ليس من يضحك أخيراً دائماً هو المُنتصر , لأني سمعت يوماً بأنه إذا ابتسم المُنهزم فقد المُنتصر لذة الانتصار , فما هم الناس التي قضت اعمارها وأيامها لبت الأمثال والاقوال المأثورة لنحتذي ونقتدي بها , التصريحات الأخيرة لأحدهم تُثبت ما قاله احد الاجيال السابقة وعندما اتذكر ما قال اُحس بأنه كان يعيش الأن وانتقل بالزمان وكتب ما رأى

اعتقدت فقط بأن لدي عمى بالألوان , لكن بعد التدقيق والفحص النفسي ثبت بأني مُصاب بالعمى , وأن ما أكتبه على هذه السطور هو احرف تتناغم وتتناسق مع بعضها وكل حرف يحب أن يلتصق بالحرف الذي يليه إلا الواو أبت ان تكون في بداية الكلام ملتصقة بهذه الحروف , لظروفها الخاصة فهي إما أن تكون خاتمة الكلام أو أن تكون حرة لا يُلزمها أي التزام , لم أرى هذه الواو قط محشورة بين حرفين لها رأيها واحترمه كما احترم الانام , سألت الطبيب قال لي ستطيب وستطيب حروفك كما ستبرأ جروح الالم قريبا ربما , ربما بعد حين وأعطاني بعض المُسكنات التي تحتاج لأمد طويل كي أفهم كيفية استخدامها , سألته متى وأين وكيف أستعملها , قال عند اللزوم , وأبعدها عن متناول الاطفال , صمت وشردت كثيراً في ما قال لا أعرف متى هذا اللزوم , وضعت الدواء بين الاقلام والورق وقلت لا بُد أنه هنا لا يأتي الاطفال لأنهم يكرهون هذه الاشياء فلا الاقلام تهواهم ولا هُم يهون الدراسة , وأنا اسكن لوحدي ولست متزوجاً , إذن انه طبيب احمق بالفعل فكيف يصف لي دواء لست بحاجته , فلا اطفال لدي ولا يحزنون واعيش بيت الكتب والكنب , بين الحبر والحجر , بين الحاء والباء , بين الموت والحياة , وبين أشياء كثيرة وحاولت أن أُلصق الواو بين حرفين رفضت وقالت لي شرفُ الحروف شيئ أخر يا سيدي ليس مرهونٌ بالظروف